حمزة العطار
قاربت السنة أن تمر على بداية طوفان هادر لأقصى جريح، بدايته كانت البطولات، ولن تكون الخاتمة الا العزة والانتصار .
أيام توالت تسجل في تعدادها أطول مواجهة حصلت بين المقاومين من جهة وجيش الاحتلال من جهة أخرى، تبرز يوماً بعد يوم أن هناك عرباناً أقحاحاً، لم ينسوا عروبتهم يوماً وما يندرج في سياق التزاماتها ولن ينسون، مقابل البعض الذين تبرأت منهم العروبة منذ زمن، اضافة الى تعرية منقطعة النظير لجيش بُنيت لأجله دولة في بدايات القرن المنصرم، قدموا لها ما لم يُقدَم يوماً لغيرها، محاولين أن يجعلوا منها القوة الأولى في الشرق الأوسط دونما منازع، مقدمين لها كل أشكال الدعم الذي لم يتوقف يوماً منذ نشأتها ولا يزال، لتكون النتيجة، أنكم مهما قدمتم فإنها آيلة الى الزوال والفناء، تاريخٌ مهما ابتعد أوانه فإنه آتٍ قريب لا محالة .
نظرية نهاية هذا الكيان ليست أماني وأحلام فقط، بل هي واقع مؤكد ارتبط بين كلام السماء وفعل الأرض، والجاهل من لم يرَ هذه النهاية الحتمية القادمة قريباً .
صحيح أن العاطفة تطغى حينما نتكلم عن فناء تمنيناه دوماً لهذا الكيان وننتظره، إلا أنها ارتبطت بأفعال وأحداث بانت للعوام، باحثاً متعمقاً كان أم متابعاً عادياً لما يحدث اليوم .
اسرائيل اليوم، بكلام وتحليلات داعميها ومؤسسيها قبل كلام الكارهين وأمانيهم، تعيش واقعاً مأزوماً لم تكن بدايته في السابع من تشرين، بل سبقه أفعال عززت هذا الرأي، وتلاه أفعال أخرى أكدت ما بات بحكم المؤكد، من تأزم يعيشه هذا الكيان مُقرباً لحظات ما تمناها يوماً تيودور هيرتزل مؤسس هذه الطغمة ومن تلاه من قيادات مشت في خطاه متبعة نفس المنهاج لتعمل على إبقاء أزلي لهذا الكيان الذي رأينا في أي وحول يتمرغ اليوم .
منذ تأسيس هذا الكيان، لم يشهد حالة التخبط والتأزم التي وصل اليها، مع ما تستوجبه هذه الحالة من لزوم انهيار تقترب ساعاته مع كل حدث وفعل . اسرائيل التي كانت تتفاخر بقدراتها الهائلة التي أخافت بل أرعبت دول الجوار بمعظمهم الا ما رحم ربي، باتت اليوم تستجدي العون للدفاع عنها ومساعدتها أمام ما تتعرض له، وما ستتعرض له شيئاً فشيئاً وهو أمر يراه العالم أجمع اليوم أنها تنتظر رداً إيرانياً قادماً أو لبنانياً حصل لم يتجرأ الصهيوني الاعلان عن خسائره حتى اليوم، وما يعيشه من بطولات فلسطينية تتوسع في كل يوم فعلاً ومضموناً وجغرافية، وجبهة شمالية أيقن أنها قادرة على التمدد الى أقصى الجنوب، وبين كل ذلك، يمن يصنع عزة في كل فعل وقدرة وتوكل، لتخلص كل هذه الجبهات مؤكدة تخبطاً صهيونياً واضحاً وتأزماً يسير بهذا الكيان نحو النهاية .
الصهيوني ومن يسانده لا يزالون حتى اليوم يبرعون في زيادة اجرامهم وحقدهم دون أي تقدم يُسجل لهم في الجبهات المتنوعة، وزيادة في تشرذم واقتتال كلامي داخلي يمتد أحياناً الى بعض التحركات الشعبية التي تنذر بإقتتال داخلي دامٍ، مقابل انتقال من تطور نوعي نحو الآخر يزيد في ضعف القدرة الصهيونية على المواجهة أو التحمل، ليحمل زيادة الإجرام والمجازر من جهة وزيادة الإقتدار والنيل من الصهاينة من جهة أخرى الى تأكيد هذا الواقع المأزوم الذي تعيشه اليوم اسرائيل مفاقماً التخبط الحاصل مؤكداً إنفجاراً قريباً قادماً يثبت ما هو ثابت بأن هذه الارض ما كانت يوماً ولن تكون، الا لأهلها الذين رغم ما مرّ عليهم من امبراطوريات احتلت وحكمت في تاريخ قديم أو حديث، فإن اليقين أن هذه الارض لأهلها كانت دوماً وستعود .
إنهم يرونه بعيداً، ونراه قريباً بإذن الله .
حمزة العطار